يخدمون قيس سعيد أم يسيئون إليه؟
أطرح هذا السؤال بعد أن حاولت البحث بـ"الفتّاشة" _دون جدوى_ عن جملة واحدة في مقال نزار بهلول اِستحق من أجلها الاستدعاء للتحقيق الأمني معه يوم أمس الثلاثاء.
ورأيي أن هذا الذي حدث إساءة مضاعفة إلى رأس السلطة الحاكم اليوم.
أولا لأنه يعطي مصداقية لمن يزعمون أن قيس سعيد لا يحترم حرية حتى التعبير الذي لا يتضمن أي أخبار زائفة أو النيل من كرامة أي كان..
وثانيا لأن هذه القضية المفتعلة تأتي مباشرة قبل أيام معدودات من قمة الفرنكفونية، وضد صحفي فرنكفوني ومعروف بجديته.
ولا أدري إن كان الرئيس قيس سعيد قد تذكّر يوم أمس المقولة المشهورة المنسوبة إلى علي ابن أبي طالب: "اللهمّ اِكفني شرّ أصحابي أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم". ولا أدري، من جهة أخرى، بأي وجه ستقابل وزيرة العدل الرئيس الذي يستقبلها أكثر من مرة في الأسبوع..
والكارثة الكبرى أني أكتب هذا الرأي على وقع خبر آخر لا يقل خطورة ويسيء أيّما إساءة إلى رئيس الدولة، ألا وهو أن الوزير السابق ورئيس حزب آفاق تونس الفاضل عبد الكافي قد تم منعه من السفر حسب ما دوّنه بصفحته على الفايسبوك، وهو الذي كان القضاء قد برّأه من التهمة (أو التهم) التي كانت موجهة إليه (وأخجل من تذكّر تأسّف سيادة الرئيس على حصول تلك التبرئة).
المقام ليس مقام شعر.
لكن تجتاحني في هذه اللحظات ذكرى صرخة أطلقتها ذات يوم من صائفة 1982 ونشرت ضمن قصيدة بجريدة "الوحدة":
"ربّاهْ
إمّا أنّك موجودٌ حيْ
وهــــــــــذي كـــــــوابيسْ
أو أنّ الدنيا يحكمُها إِبليسْ"
ولا حول ولا قوة إلا بالله.