ليس غريبا، في زمن الشعبوبات الذي نعيش واختلاط الحابل بالنابل، أن يـ"قرر أعضاء المجلس العلمي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، يوم الأربعاء الماضي، التراجع عن إسناد العميد السابق للكلية الحبيب الكزدغلي صفة أستاذ متميز "على خلفية مشاركته المرتقبة في باريس في ملتقى يحضره وفد من جامعات اسرائيلية"، وفق ما جاء في بيان للمجلس.
لكن الغريب هو أن يعبر المجلس عن احتفاظ الكلية بحقها كاملا في تتبع الكزدغلي قضائيا بسبب ما اعتبره أعضاء المجلس" انتحال العميد السابق للكلية لصفة العميد الفخري".
فعبارة " doyen honoraire" التي وصف بها منظمو الملتقى الأستاذ الحبيب الكزدغلي لا تعني بالضرورة عبارة "عميد فخري" بالعربية.، إذ تعني بالفرنسية في المقام الأول "عميد سابق". فهل يمكن مقاضاة الرجل على هذه الصفة التي ليس من حق أي كان حرمانه منها؟
وعلى من لديه شك الر جوع إلى القاموس وسيجد التالي:
honoraire
adjectif
1.Qui, ayant cessé d'exercer une fonction, en garde le titre et les prérogatives honorifiques. Professeur honoraire.
2.Qui, sans exercer la fonction, en a le titre honorifique. Président honoraire d'une société.
من جهة أخرى، مؤسف إلى أبعد حد ما نسمعه ونقرؤه هذه الأيام من اتهامات لرجل مافتئ يبرهن على كونه من القوى الحية في هذه البلاد، لا لشيء إلا لأنه سيشارك في ملتقى يحضره وفد من جامعات إسرائيلية. ولعل أول سؤال ينطرح هنا هو: هل يجب علينا أن ننسحب أيضا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرهما من المنظمات التي تحضر فيها وفود من الكيان الصهيوني؟