يبدو أن الأيام القادمة ستكون ساخنة في تونس بموجب بوادر الصدام بين رئيس الجمهورية واتحاد الشغل التي بدأت تلوح في الأفق.
ولعل ملامح هذه البوادر أخذت في الاتضاح مع تعيين رئيس الجمهورية قيس سعيد للنقابي محمد علي البوغديري وزيرا للتربية وسط حديث عن خلافات بين البوغديري والأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.
وتترسخ هذه البوادر مع حديث قيس سعيد في ثكنة الحرس الوطني بالعوينة حينما قال إن الحقّ النقابي مضمون بالدستور، ولكن لا يمكن أن يتحوّل إلى غطاء لمآرب سياسيّة لم تعد تخفى على أحد.
ويأتي خبر إيقاف كاتب عام نقابة الطرقات السيارة أنيس الكعبي ليؤكد أن الصدام وشيك وأن رئيس الجمهورية قد أعلن الحرب على الاتحاد.
وكعادته لا يدرس رئيس الجمهورية حروبه جيدا فلئن تم الإيقاف تم على خلفية الإضراب المقرر من نقابة الطرقات السيارة يومي 30 و31 جانفي إلا أن هذا الإضراب احترم كل التراتيب القانونية.
وفي انتظار أن يبوح هذا الإيقاف بكل تفاصيله فإن هذه الخطوة في ظاهرها ضرب لحق دستوري وفي باطنها انتقام من اتحاد الشغل من أجل "مبادرة الإنقاذ الوطني" التي أطلقها منذ أيام بهدف حلحلة الأزمة في البلاد.