"نجع الفن" مهرجان تخللته إقامات وورشات فنية كانت مصدر إلهام لنظيم تظاهرة "الجبل يغني" وانطلاقة لتشكيل ملامح أخرى للقاءات الموسيقية والفنية من المنتظر أن يعقبها لقاء آخر في فصل الصيف يتحدد وقته على ضوء خارطة المهرجانات الثقافية.
الصحراء ثم الجبل، فضاءات مفعمة بالحياة والشاعرية والحكايا اختارها عرابو هذه الإقامات لتكون مصادر لإلهامهم حيث يجتمعون على امتداد أيام ليحولوا الأحلام إلى حقيقة على إيقاع موسيقى تحاكي انسجام أرواحهم والطبيعة.
موسيقيون، ومجموعات موسيقية، وطلبة موسيقى يلتقون في مجال زاخر بالأصوات ليصوروا ملامح عروض موسيقية وألبومات ويناقشون أفكارهم وهواجسهم في ورشات في قلب الطبيعة.
الانطلاقة كانت من مهرجان الإبداع الفني في الصحراء، نجع الفن بدوز أيام 24 و25 و26 فيفري 2023، مهرجان بإدارة رضا بن منصور جمع عددا من الفنانين والموسيقيين الذين أطروا الورشات والإقامات الفنية وهم محمد علي كمون، وبشير بحوري، وهيثم شقرون، وميساء غريبي، ومروان الروين، ومنى شطورو التي أمنت ورشة " السماع والأداء الجماعي".
مهرجان متفرد ومختلف التقت فيه تلوينات فنية ومختلفة وكانت فيه العاصفة الرملية في رحم الصحراء منبعا للإلهام فمنه تشكلت ملامح "الجبل يغني" التظاهرة التي تجنّد لها عدد من المتطوعين لإعداد البرمجة وتهيئة كل ما يتعلق بالنقل والسكن والتسجيل.
من 29 افريل إلى 01 ماي، كان التربص الموسيقي في قلب الطبيعة بإشراف الفنانين محمد علي كمون ومنى شطورو وحنان مسلماني ومريم عنتيت، ثلاثة أيام من الحلم والفن والخلق في حمام بورقيبة انتهت بتجارب موسيقية موشخة بالتجريب.
وعلى إيقاع حكايا الأثير، تم تسجيل أغنية "مرض الهوى" باقتراح من الموسيقي محمد علي كمون، و أغاني "بالذي أسكر" و"يا سيدي امرك" و"مخسوبكو انداس" و"يا عزيز عيني" باقتراح من منى شطور.
وهذه الأغاني التي تبوأت مكانة في المدونة الموسيقية العربية تم تسجيلها من قبل أركسترا تضم موسيقيين محترفين على غرار عازفي الإيقاع محمد هادي عوادي وميسم دبيش وسامي الزواري الناي احمد ليتيم وموسيقيين شبان من المعهد العالي للموسيقى وهم أحمد رامي عبيد على آلة القانون ومهدي ذاكر وصفوان دغفوص على الكمنجة والألتو ومجدي بهلول على شيلو وامين هبادوي على الباص.
وأما كلمات الأغاني فصدحت بها حناجر عدد من الفنانين الذين خبروا الأركاح وخبرتهم على غرار نادر غنيمي وآدم بن علي ومريم عثماني ودرة شيخ ومحمد صالح العيساوي وعادل بسباس وقيس عياشي وغاية درويش وأماني قعلول وتلاميذ المدارس المثالية في نابل وغيرهم من الأصوات العاشقة للفن.